الخلاصة
يُعدّ مسرح الأطفال مؤسسة اجتماعية مهمة تعنى بالميادين الفكرية والجمالية في المجتمع، حيث يسهم في تنمية قدرات الأطفال الإنسانية وتربيتهم فكريًا وعاطفيًا واجتماعيًا. يمتلك المسرح إمكانيات تجعله أداة هامة بيد مؤسسات المجتمع المدني والدول المتحضرة لمعالجة الإشكاليات والقيم المغلوطة التي قد تؤثر على فئة الأطفال.
يتميز مسرح الأطفال بمنظومة إبداعية متكاملة، تشمل الجوانب المادية (الملموسة) والمعنوية (المحسوسة)، تجمع بين التسلية والتعليم، مما يجعله قادرًا على الاقتراب من روح الطفل بشكل أعمق من الوالدين أحيانًا. يستطيع المسرح ترتيب أوراق الطفل الذهنية والجسدية بما يتناغم مع روح المجتمع وتطلعاته التنموية على المستويات المختلفة.
تزداد أهمية مسرح الأطفال في الدول المتقدمة نظرًا لدوره الفاعل في تبني الأفكار والقيم الإنسانية، حيث يعد أداة تربوية تسهم في بناء شخصية الطفل وتنميته. ومع ذلك، فإنه سلاح ذو حدين؛ فقد يُستخدم بشكل غير صحيح مما قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
يهدف البحث إلى تسليط الضوء على جمالية الديكور في عروض مسرح الأطفال، ومدى تأثير هذا الجانب على الشكل والمضمون. تقسم الدراسة إلى ثلاثة فصول:
- الفصل الأول: الإطار المنهجي للبحث، ومنهج البحث، ونشأة وتطور مسرح الطفل وأنواعه.
- الفصل الثاني: دراسة جماليات الديكور في عروض مسرح الأطفال.
- الفصل الثالث: تحليل عرض مسرحي للفنانة خديجة سوكدالي لتوضيح الجوانب النظرية.
ختامًا، يتضمن البحث خاتمة وقائمة المصادر والمراجع.
الفصل الأول: الإطار المنهجي للبحث
مشكلة البحث
يُعتبر جمال الديكور في العرض المسرحي أحد أهم الأدوات الفاعلة في إيصال القيم والأهداف التربوية منذ نشأته على يد الإغريق. من خلال عروض المسرح التعليمي، يمكننا توصيل المفاهيم والقيم الإنسانية، مثل الأخلاق والدين وحب الجمال، ورفض القبح على المستويين المادي والمعنوي.
يمثل مسرح الأطفال مساحة حيوية تحرك خيال الطفل وتنمي قدراته العقلية والعاطفية، حيث يشد انتباهه نحو القيم الأصيلة، ويُسهم في بناء شخصيته على مدى مراحل نموه الجسماني والعقلي والسمعي والبصري. ولكي تتحقق هذه الغايات، يجب أن يخضع مسرح الأطفال لمنظومة متكاملة تبدأ باختيار النص المسرحي، مرورًا بنوعية الشخصيات، والفضاء المسرحي، وأدوات العرض، وانتهاءً بالفئة العمرية المستهدفة.
أهمية البحث
- تقديم دراسة منهجية متخصصة تهتم بمسرح الأطفال، مع التركيز على جماليات الديكور.
- التعرف على دور جمالية الديكور في تعزيز التواصل والاتصال في عروض مسرح الأطفال.
هدف البحث
يهدف البحث إلى الكشف عن الجوانب الفنية والجمالية في مسرح الأطفال، وتسليط الضوء على دور الديكور في إثراء العرض المسرحي.
حدود البحث
- الحدود الموضوعية: توظيف الديكور في عروض مسرح الأطفال.
- الحدود الزمانية: تحليل مسرحية "حصن الأخيضر" المقدمة عام 2017.
- الحدود المكانية: محافظة بغداد.
تحديد المصطلحات
مفهوم الجمال (لغة)
الجمال في اللغة مشتق من فعل "جَمُلَ" الذي يعني الحسن في الفعل والخلق، و"جمّله" تعني زيّنه. الجميل من الناحية المادية هو ما يبعث السرور والبهجة في النفس.
مفهوم الجمال (اصطلاحًا)
يرى أفلاطون أن الجمال ظاهرة موضوعية مستقلة عن شعور الإنسان، فهو مجموعة خصائص يجب أن تتوافر في الشيء ليُعتبر جميلاً. في هذا السياق، نعني بالجمال الجوانب الفنية المرتبطة بالمسرح، والتي تشمل الفضاء والممثل واللغة، أي "الجمالية بوصفها ملازمة للإحساس وتشمل الإحساس والحكم والانفعال الجمالي".
الديكور (لغة)
كلمة ديكور مأخوذة من اللاتينية "Decoris" وتعني التزيينات. في المسرح، يُستخدم الديكور لوصف المناظر والتزيينات التي تزين العرض المسرحي.
للحصول على الملف بشكل وورد يرجى تحميل الملف من موقع ميديا فاير
([3]) عز الدين اسماعيل،
الأسس الجمالية في النقد العربي، دار الفكر العربي، دار الفكر العربي، القاهرة، ط3، 1992م،ص68.
([4]) عبد المجيد شكير:
الجماليات بحث في المفهوم ومقاربة للمظهرات والتصوارت، دار الطليعة الجديدة، دمشق،
ط1، 2004 م، ص11 ـ
([5]) محمد بيتر، التشويق في أدب الأطفال– مسرح
الطفل في الجزائر نموذجا، مذكرة ماجستير، إشراف: سليمان عشراتي ،جامعة ألسانيا،
وهران، 2005- 2006، ص 108 .
([7]) جمال الدين أبي الفضل محمد
بن مكرم ابن منظور الأنصاري، لسان العرب، ج2، دار الصادر ، بيروت/لبنان، ط1،2003، ص563.
([8]) إبراهيم
مصطفى، أحمد حسن الزيات، محمد علي النجار، حامد عبد القادر ، المعجم الوسيط، الجزء1، دار الدعوة ،جمهورية مصر
العربية، ط2،
1980،
ص 426.
([9]) ماري إلياس
حنان قصاب حسن، المعجم المس رحي مفاهيم ومصطلحات المسرح وفنون العرض، مكتبة لبنان/ بيروت ،ط1، 1977، ص 41.
([12])
طارق جمال الدين
عطية ومحمد السيد حلاوة، مدخل إلى مسرح الطفل، مؤسسة حورس الدولية، الإسكندرية
،2004، ص 10.
([13])
عزة خليل عبد الفتاح و فاطمة عبد الرؤوف هاشم، مسرح ود ارما الطفل ما قبل المدرسة، دار الفكر
العربي، القاهرة ،
2008، ص 9.
([16]) محمد مبارك
الصوري، مسرح الطفل و دوره في تكوين القيم و الاتجاهات، كلية الآداب، لكويت ، 1998، ص 20.
([17]) عزة خليل عبد الفتاح و فاطمة عبد الرؤوف هاشم ، مسرح ود ارما
الطفل ما قبل المدرسة، ص9.
([20]) علوش عبد
الرحمان، المسرح التعليمي في د ارما الطفل–مسرحية هاري وفاري والألوان لعبد القادر بالكروي أنموذجا- مذكرة
ماجستير، إشراف عيسى أرس الماء، كلية الآداب اللغات والفنون، جامعة وهران، الجزائر
،2013-2014، ص15.
([21]) محمد عبد الهادي
وكعب حاتم، مس رح الطفل في الجزائر بين الراهن والمأمول، مجلة المخبر، أبحاث في
اللغة والأدب الجزائري، جامعة بسكرة، العدد الخامس، مارس 2009، ص 4.
([26]) سمر أتاسي، مسرح العرائس،
أنواعه، وسائله وتطبيقاته مع نماذج مسرحية، دار الهدى، عين مليلة الجزائر ,
1997، ص 5.
([27]) اربحي بن علية ولخضر منصوري، مسرح الطفل في الجزائر هل هو
وسيلة تربوية أم هو تسلية وترفيه، مجلة تاريخ العلوم، جامعة وهران/الجزائر، العدد
السابع، مارس 2017، ص 6.
([29]) لينا نبيل أبو مغلي ومصطفى قسيم هيلات، الدارما والمسرح في التعليم
-النظرية والتطبيق- دار الراية للنشر، عمان، ط1، 2008، ص 90.
([32]) أحمد علي كنعان ، أثر المسرح في تنمية شخصية الطفل ، مجلة
جامعة دمشق ، مجلد 27 ، العدد 1. 2 ،
2011
، ص 99
.
ليست هناك تعليقات:
اكتب تعليق او استفسار لديك لنستمر وننشر كل ماهو جديد