بحث كامل بعنوان جماليات الديكور المسرحي في عروض مسرح الطفل بصيغة الوورد مع العملي doc

الخلاصة يسهم مسرح الأطفال كمؤسسة اجتماعية تعنى بالميادين الفكرية و الجمالية في المجتمع بتنمية قدرات الإنسانية للأطفال و تربيتهم فكريا و عاطفيا و اجتماعيا , بما …

shaayb fares
المؤلف shaayb fares
تاريخ النشر
آخر تحديث

 

 الخلاصة


يسهممسرحالأطفالكمؤسسة اجتماعيةتعنىبالميادينالفكرية و الجماليةفيالمجتمعبتنمية قدراتالإنسانيةللأطفالو تربيتهم فكريا و عاطفيا و اجتماعيا , بما فيه منإمكانياتتجعلهأداةهامةبيد مؤسسات المجتمع المدني و الدول المتحضرة في معالجةالإشكالياتو القيم المغلوطة التي تتسرب للمجمع و التي قد تؤثر على هذه الفئة من المجتمع , فهو يمتلك منظومةإبداعيةمتكاملة بشقيها المادي (الملموس) و المعنوي (المحسوس) التي تجمع بين التسلية و التعليم , و من هنا تكمنأهميةهذه المؤسسة بمنظومتهاالإبداعيةالتي تستطيع الاقتراب من روح الطفل بشكل قد يفوق اقتراب الوالدين منها بحيث يمكنه من ترتيبأوراقالطفل الذهنية و الجسدية و تشكيلها بما ينسجم و روح المجتمع و تطلعاته التنموية على مختلف المستوياتالمعيشية. وتزدادأهميةهذا النوع من المسارح و الاهتمام به من قبل الدول المتقدمة كونه ياخذ دور المربي الفاعل و المؤثر في تبنيالأفكارو القيمالإنسانيةخاصة, كونه مادة فاعلة و قيمة يمكن من خلالهأننرتقي بهذه الفئةمن المجتمعإنأحسنالتصرف في استخدام هذاالإنساني, فهو سلاح ذو حدين فقديأخذمجرى العكس مما هو مطلوب منهومنهنا وجب تسليط الضوء على جمالية الديكور في عرضها المسرحي للطفل و محاولة التعرف على مدى ما حققه هذا التناول من ناحية الشكل و المضمون . فكان البحث ينقسمإلىثلاث فصول , الفصل الأول المبحثالأوليختص بمنهج البحث وثانياالإطارالنظري من حيث نشـأة مسرح الطفل وتطورهوأنواعهبعدها المبحث الثاني الدخول لموضوع بحثنا المرسوم جماليات الديكور لعروض مسرح الطفل ومن ثم الفصل الثالث عرض مسرحية للفنانة خديجة سوكدالي لتوضيح دراستنا النظرية ومن ثم الخاتمة وأخيراقائمة المصادر و المراجع .

الفصل الأول

الاطار المنهجي للبحث

مشكلة البحث :

      يعد جمال الديكور في العرض المسرحي احد اهم الأدوات الفاعلة في إيصال القيم و الأهداف التربوية منذ صيرورته الأولى على يد الاغريق . فمن خلال عروض المسرح التعليمي يمكننا إيصال المفاهيم و القيم الإنسانية , من اخلاق و دين و حب كل ما هو جميل و ترك كل ما هو قبيح على المستوى المادي و المعنوي . ومسرح الطفل ينحو هذا المنحى و هذا المجال الحيوي الذي يحرك خيال الطفل و ينمي قدراته العقلية و العاطفية فهو يشد الطفل نحو كل ما هو اصيل من هذه القيم وصولا الى سقل شخصية الطفل على مدى مراحل نموه الجسماني و العقلي بشقيه السمعي و البصري . ولكي تتحقق هذه المعادلة في إيصال هذه القيم البناءة يجب ان يخضع مسرح الطفل لمنظومة متكاملة تبدأ من اختيار مادة النص المسرحي من قبل المخرج الى نوعية الشخوص و الشخصيات المقدمة و الفضاء و مكان العرض المسرحي الى الكيفية التي تستخدم فيها أدوات العرض المسرحي و صولا الى الطفل و الفئة العمرية  المستهدفة  و جنسها .

 

أهمية البحث :

1 – توفير دراسة منهجية و المهتمين في مسرح الطفل من خلال تناول الدراسات العلمية التي تناقش موضوعة جمالية الديكور لهذا المسرح .

2 – التعرف على اهم النقاط الذي يلعب فيه جمالية الديكور الى التواصل و الاتصال للعرض المسرحي الخاص بالأطفال.

هدف البحث :

يهدف هذا البحث الى كشف بعض الجوانب الفنية و الجمالية في مسرح الطفل و كيف تلعب هذه الجوانب دورا مهما في تكملة جوانب الديكور لمسرح الطفل.

حدود البحث :

1 – الحدود الموضوعية : توظيف الديكور في  عروض مسرح الطفل.

2 – الحدود الزمانية : عرض مسرحية حصن الاخيضر المقدمة عام 2017 .

3 – الحدود المكانية : محافظة بغداد


تحديد المصطلحات :

·       مفهوم الجمال لغة

الجمال في اللغة كلمة اشتقت من فعل جَمُلَ ، "وهو الحسن ويكون في الفعل والخلق  وجَمَّلهُ أي زَيَّنَه"([1])، و"التجَمُلُ تكلف الجَميلْ ، جَمَّلَ الله عليك تجْميلاَ إذا دعوت له أن يجعله الله جميلا حسنا ،وأمارة جَمْلاَءْ  وجَمِيلة أي مليحة"([2]).  

فالجميل من الناحية المادية هو الحسن الوضاء وهو ما يبعث السرور  والبهجة والإثارة في النفس. 

·       الجمال اصطلحا

يعرف "أفلاطون" الجمال بأنه ظاهرة موضوعية لها وجودها، سواء يشعر بها الإنسان أم لم يشعر، فهو مجموعة خصائص إذا توفرت في الجميل ،   واذا امتنعت عن الشيء لا يعتبر جميلا ،  وهكذا تتفاوت نسبة الجمال في الشيء بحسب مدى اشتراكه في مثال الجمال الخالد([3]).

 لكن ما نقصده بالجمالي في هذا السياق ليس الموضوع الفلسفي أو العلمي كما تناوله تاريخ الفلسفة أو علم الجمال،  وانما نعني به ما يشمل فنون المسرح بخاصيته )الفضاء، الممثل، اللغة ...الخ( أي "الجمالية بوصفها ملازمة للإحساس ، وتشمل هذه الصفة الإحساس الجمالي والحكم الجمالي والانفعال"([4])

 

·       الديكور لغة

وكلمة ديكور في اللغات الأجنبية مأخوذة من اللاتينية Decoris التي تعني التزيينات في اللغة العربية استخدمت كلمتا مناظر وتزيينات في بدايات المسرح, وظلتا سائدتين حتى عندما شاع استخدام كلمة ديكور بلفظها الفرنسي([5]).

 

·       الديكور اصطلحا

الديكور المسرحي هو الإطار التشكيلي الذي يعيش فيه النص الدرامي والذي يساعد الممثل على عملية التعايش في الجو المناسب ويشترط إلا يتعارض المذهب التشكيلي مع مذهب النص المسرحي وأسلوب الإخراج بشكل وحدة فنية متكاملة

والديكور بالمفهوم التقني مجموع الأشياء المركبة من الخامات وقطع الخشب  والبلاستيك    وغيرها، أما الديكور من وجهة نظر  ومفهوم الجمهور، فهو الجانب المرئي للمشهد الذي يعرض في وقت معين من المسرحية([6]).

·       المسرح لغة

المسرح مرعى السرح وجمعه المسارح،  وهو الموضع الذي تسرح إليه الماشية بالغداة للرعي([7]).

وعرف في المعجم الوسيط أنه:" مرعى السَرْحِ ومكان تمثل عليه المسرحية"([8])

·       مسرح اصطلحا

وجاء في المعجم المسرحي مفهوم مسرح الطفل بأنه: "تسمية تطلق على العروض التي توجه لجمهور من الأطفال يقدمها ممثلون من الأطفال أو من الكبار،  وتتراوح في غايتها بين التعليم والإمتاع"([9]).

·       تعرف مسرح الطفل

 

لقد عرفته الدكتورة زينب محمد عبد المنعم مسرح الطفل بأنه: "المسرح الذي يشارك فيها الأطفال بأنفسهم،  وفي نفس الوقت فهو موجه إليهم  ويتعامل مع أحاسيسهم ويلبي احتياجاتهم"،  ويحدد قاموس "إسكفورد" مصطلح مسرح الطفل بأنه: "عروض الممثلين المحترفين أو الهواة للصغار سواء على خشبة مسرح أو في قاعة معدة لذلك"([10])

ولقد عرفه الدكتور حسن مرعي بأنه: "المسرح الذي يقدمه المحترفون المتخصصون للأطفال، و يمثل فيه الصغار إلى جانب الكبار في بعض العروض"([11]).

 


 

الفصل الثاني

الاطار النظري

المبحث الاول

نشـأة مسرح الطفل وتطوره وانواعه

1.   نشأته:

مسرح الطفل أحد أهم الوسائط والأشكال الأدبية للأطفال، وهو مظهر من مظاهر التطور والرقي الحضاري عند الشعوب والأمم يعمل من خلال كل ما يقدمه على بث نور العلم  والفكر  والثقافة.

 ويتفق معظم الباحثين على أن مسرح الطفل من أقدم الأشكال الأدبية عبر التاريخ، حيث ترجع نشأة مسرح الطفل إلى أصول فرعونية، وذلك من خلال ما يعرف بمسرح الدمى "حيث عثر على بعض الدمى في مقابر بعض أطفال الفراعنة كما أشارت بعض الرسوم المنقوشة على الأثار الفرعونية إلى حكايات وتمثيليات حركية موجهة للصغار" ([12]).

هذا ما يؤكد على أن تاريخ مسرح الطفل يرجع إلى قدماء المصريين فهم أول من قدم للصغار حواديث حركية و"الأثار تدل على أن أول مسرح  للطفل في العالم كان المسرح المصري القديم ثم نقل منه المسرح الإغريقي والمسرح اليوناني  والمسرح الصيني، وكانت تلك المسرحيات تقدم في المعابد أو على م اركب النيل ويبتهج الأطفال بعروضها كما يبتهجون بمسرح العرائس منذ خمسة آلاف عام"([13]) .

والدليل على أن بداية ظهور المسرح من خمسة آلاف عام عند قدماء المصريين ما وجد في الحفريات في المتاحف العالمية كمتحف "اللوفر" ويوحي كثرة مفاصلها أنها كانت عرائس متحركة"([14])

 إن  هذه العلامات التي تم اكتشافها ربما تمثل إشارة قوية  وواضحة على وجود ممارسات فنية  وتمثيلية كانت موجهة إلى الطفل، ولعل وجود الدمى يعتبر دليلا قاطعا على وجود مسرح للأطفال في حضا ارت ما قبل الميلاد.   ويبدو أن مسرح الدمى كان معروفا في العالم القديم، وقد تحدث "أرسطو" في بعض مؤلفاته عن نوع من الدمى تتحرك تلقائيا، كما أشار "هوارس" إلى دمى خشبية تتحرك بشد الخيوط([15]).

واستمر هذا الاكتشاف فيما بعد عندما اهتم به علماء الآثار في الفترة الحديثة حيث اكتشفوا بعض الدمى المعدنية مع جنود وفرسان  ومصارعين في مقبرة للأطفال في إيطاليا([16]) .

إن  هذه الاكتشافات تؤكد قدم هذا الشكل من المسرح ووجوده في الحضارات القديمة وأن مبدعي المسرح في العصور الغابرة اهتموا بفئة الأطفال. 

2.    تطوره : 

تطور مسرح الطفل عبر العديد من الحقب الزمنية التي مر  بها شأنه شأن الفنون الأخرى  وقد أثرت نشأة مسرح الطفل وتطوره جدلا كبيرا بين النقاد  والباحثين والمؤرخين له.

حيث يرى بعض المؤرخين أن هذا الفن قد ازدهر خلال الحضارة اليونانية القديمة  وأيضا استخدم العرب العرائس  وخيال الظل للترفيه منذ وقت بعيد وانتقلت لأوروبا عن طريق الحروب الصليبية. كما أن مسرح العرائس قد ازدهر في أوروبا في القرن السابع عشر لكنه لم يكن سوى ما يشبه منظمة قومية واحدة لمسرح الأطفال،  ولقد عينت اربطة المسرح التعليمي الأمريكي رئيسا لمسرح الأطفال  واعترفت بهذا المسرح من المسرح التعليمي بوجه عام([17]).

كما هناك بعض الباحثين من يرى أن الاهتمام الحقيقي  والجدي بمسرح الأطفال كان مع حلول العصر الحديث، وانتشار المعارف والعلوم  ونح وها نحو التخصص الدقيق فتنبه إلى مسرح الأطفال باعتباره وسيلة تربوية هامة  وكانت أوروبا الأرض التي احتضنت أول بذرة بذرت في هذا المجال خلال القرن الثامن عشر في فرنسا،  ويعد العرض المسرحي الذي قدمته مدام ستيفاني دي جبلينيس( Stefani di Jublinis) في باريس أول عرض مسرحي قدم للأطفال والذي اعتبر الباحثين بداية لمسرح الطفل([18])

 وتوالت بعد هذا الحدث التاريخي الأعمال المسرحية الموجهة للأطفال  وانتشرت في ربوع العالم الغربي انتشا ار غير مسبوق. 

غير أن هناك من الباحثين من يعتقد أن النشأة الحقيقية لمسرح الطفل تعود إلى القرن التاسع عشر،  وترتبط إرتباطا وثيقا بالمحاولات المسرحية الرائدة للأديب هانز كرستيان أندرسن (Hanaz Kristyane Anderson) الذي يعد في طليعة من كتبوا مسرحيات للأطفال،   وينظر إليه باعتباره الرائد الحقيقي لمسرح الطفل([19]).

غير أن العديد من المؤرخين من يعارضون هذا ال أري معتبرين أن مسرح الطفل من أصول شرقية   وصينية بالتحديد، "حيث يرون أن هذا الشكل أحد أهم الأشكال التراثية في الصين منذ أقدم العصور مفسرين أريهم هذا بخيال الظل الذي اشتهر به الصينيون  وكان في جاوا بالتحديد"([20]).  

 أما فيما يخص الاهتمام بمسرح الطفل في العالم العربي فهناك من يعتبر أن حكايات خيال الظل تعد هي الإرهاصات الأولى لهذا النوع الأدبي في العالم العربي، فيذهب "فوزي عيسى" إلى أن هذه الحكايات تمثل البدايات الأولى لتلك النشأة"([21])

 ولقد شهد هذا النمط المسرحي ولادته في الثقافة العربية على يد ابن دانيال الم وصلي في القرن السابع الهجري. غير أن مسرح الأطفال لم يكتب له الر واج  والانتشار في العالم العربي إلا  على يد الشاعر العربي الكبير-محمد اله اروي-الذي يأخذ موضع الرأس في هذا الفن، إذ يعد الشاعر "محمد اله اروي" الرائد الحقيقي في التأليف الإبداعي لمسرح الأطفال، فقد كتب بعض المسرحيات الخاصة بالأطفال في الفترة من 1922-1939م([22]) وهو بهذا فتح الباب على مص ارعيه أمام الكتاب في الوطن العربي ليخوضوا غمار هذه التجربة كل بما أوتي من موهبة  وقدرة على الصياغة الأدبية. 

 وبهذا الرواج عرض المسرح نفسه بوصفه شكلا من أشكال أدب الأطفال المؤثرة  والفاعلة في تنشئة الطفل  وتكوينه ثقافيا  واجتماعيا وانتشر  وتطور في سائر دول العالم  والدليل على ذلك هو وجود هذا الشكل من المسرح ضمن الأشكال المسرحية المتناولة في الدول الأوروبية  وكذا الوطن العربي.

3.    أنواع مسرح الطفل: 

 تتنوع أشكال وأنماط مسرح الطفل وتتنوع مواضيعه  وكيفية تقديمه حيث يقدم في صور مختلفة، فلكل تقسيمه الخاص وقد قسمت الدكتورة عزة خليل عبد الفتاح  والدكتورة فاطمة عبد الرؤوف هاشم مسرح الطفل من حيث التمثيل إلى نوعين هما: 

·       المسرح البشري:  

مسرح الطفل البشري هو أحد الأشكال التي تقدم فيها العروض من قبل ممثلين يعبرون عن شخصيات بشرية تسرد قصصا مسرحية موجهة للطفل([23])

غير أن مسرح الطفل البشري يختص بانقسامه إلى ثلاثة أقسام، حيث نجد:  

1.    مسرح الطفل بالطفل: وهو المسرح الذي يمثل فيه الأطفال بأنفسهم  ويعرضون مسرحياتهم أمام جمهور آخر من ذات الفئة.

2.    المسرح الذي يعده الكبار  ويقدمه الكبار:  وهو شكل يمثل فيه الكبار للصغار.   

3.    أما النوع الثالث من مسرح الطفل البشري هو جزء يشترك فيه كل من الكبار  وفئة الصغار لتقديم العرض المسرحي([24])

 وهذه الأشكال تركز دائما على أن تكون مسرحياتهم ومواضيعها وقصصها موجهة إلى الطفل، إضافة إلى هدفها التعليمي والتربوي  والفني تجاه هذه الفئة بشكل خاص. 

·        مسرح العرائس:           

يعرف بأنه نوع من أنواع التمثيل تتم فيها الحركات بواسطة عرائس، يتم تحريكها من وارء ستار يصلح لعرض الموضوعات في بساطة لا تتوفر للتمثيل العادي،  وتعتمد على الحركة أكثر من اعتمادها على الحوار اللفظي، الأمر الذي يناسب الأطفال في المرحلة الأولى من التعليم،  ويمكن أن تتناول نوع من الموضوعات من المناهج الدراسية وتعرضها بصورة مشوقة و محببة لهم([25]).   

 وتنقسم الع ارئس بدورها إلى نوعان أساسيان هما:-العرائس أو الدمى–التي تحركها الخيوط  وتسمى 'ماريونيت' ' والدمى القفازية' التي توضع في اليد  وتحرك منها([26]).

 كما يمكن تحديد نوعها من خلال أسلوب تناول وتحريك العروسة. على سبيل المثال: التحريك بواسطة الأصابع، اليد، الجسم، الخيوط...  وعلى هذا فإن اسم نوع العروسة يعكس أسلوب عملها فنقول عرائس الإصبع-عرائس اليد... .. إلخ. 

أما العرائس المسرحية فهي شخصيات اصطناعية تمثل شخصيات بشرية أو حيوانية أو نباتية أو شخصيات خارقة وغريبة، حيث يتم تحريكها بواسطة أعواد رقيقة بشكل خفي، أما الدمى فيتم تحريكها بواسطة الخيوط أو الأسلاك المرنة الرقيقة([27]).

كما ينقسم مسرح الطفل من حيث المضمون إلى عدة أنواع:

1.   المسرحية التعليمية: وهي التي تقدم فيها الشخصيات معلومات  ومعارف بطريقة مسلية ليسهل استيعابها. 

2.   المسرحية التاريخية:  وهي التي تمثل حادثة تاريخية معينة من التاريخ الوطني أو تقدم شخصية تاريخية معروفة. 

3.   المسرحية الخلافية: وهي التي تكون في صورة ص ارع بين القيم الإنسانية الخيرة وبين الأعمال الدنيئة  والمنحطة

4.   المسرحية الاجتماعية: وهي التي تعالج مشكلة اجتماعية معينة فتبرزها أولا ثم تحاول اعطاء البدائل والحلول المناسبة.  


5.   المسرحية الدينية: وهي التي تتناول أحد المواضيع الدينية فتعرفه ثم ت د عمه بما جاء في القرآن  والسنة النبوية([28]).  

  ومعنى هذا أن مسرح الطفل ينقسم إلى عدة أنواع من حيث الشكل  والتقديم أو من حيث المضمون .

 ثالث ا: خصائص الخطاب المسرحي للأطفال: 

      بما أن مسرح الطفل هو مسرح كتب وخصص للأطفال ذاتهم، فإنه يختلف عن مسرح

الكبار في خصائصه، لذا يجب أن يتسم هذا النوع من المسرح بعدد من السمات  والخصائص التي تجعله مقبولا لدى الأطفال  وقاد ار على التأثير فيهم. 

فالمسرح الذي يقدم خصيصا للأطفال ينبغي أن ي ارعي طبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل ويتوجب أن يتناسب الخطاب في المسرحية مع تلك الم ارحل العمرية، إذ نجد الدكتورة لينا نبيل أبو مغلي  والدكتور مصطفى قسيم هيلات في كتابهما الد ارما  والمسرح في التعليم قد خصصوا نوعية الخطاب المسرحي للأطفال في كل مرحلة من المراحل التي يمر بها الطفل.

"ففي مرحلة الطفولة المبكرة أي لغاية الست سنوات يحتاج مسرح الأطفال إلى نص يركز على الخيال، كما أن سمات مسرحية هذه المرحلة تجري في أغلبها في عالم الحيوان والطيور. أما في المرحلة الوسطى من (6 إلى9 سنوات) تحتاج إلى نص يهتم بالخيال الحر الذي يحتوي على نوع من التوجيه التربوي  والاجتماعي كما يحتوي على نوع من المغامرة والقصص الخرافة. أما فيما يخص المرحلة المتأخرة من الطفولة( 9 إلى 12 سنة) تحتاج إلى نص يهتم بالخيال المرتبط بالواقع ارتباطا شاملا([29]).

كما ينبغي أن يحمل المسرح الم وجه للأطفال منظومة من القيم الأخلاقية  والتربوية  وينبغي أن تكون الفكرة مناسبة لعقل الأطفال  وتفكيرهم  وأن يبتعد الكاتب عما يمكن أن يزرع عواطف الشر والكراهية في نفوس الأطفال، فلا يجوز أن يكون المضمون على حساب القيم الخلقية والسلوكية1.

 وبالنسبة للبناء الفني للمسرحية فيشترط في مسرح الأطفال بساطة اللغة  ووضوحها بما يتناسب مع مستوى الأطفال، بالإضافة إلى التركيز على الكلمات ذات المضمون المادي أكثر من المعنوي والاهتمام بأن تكون لغة المس رحية الفصحى لأنها تربوية تعليمية،  وينبغي أن يتسم الحوار بالقصر  والبعد عن الثرثرة مع عدم المبالغة في القصر  والاعتماد على الإيحاء لأن ذلك قد يسبب عدم تجاوب الطفل([30]).  

 وأن يكون الحوار في المسرحية مناسبا لفكر الطفل  واداركه، مع عدم الإسراف في الحوار، فالحوار الطويل يبدو أمام الأطفال أشبه ما يكون بالمواعظ والخطب  والمناقشات الباردة التي تلقى على مسامعهم دون أن يستطيعوا احتمالها فتموت الحياة على المسرح([31]).

كما يجب أن تكون مسرحيات الأطفال مناسبة الطول  وأن تتجنب الحكايات المعقدة أو التي تضم شخصيات كثيرة العدد أو التي بها عقدة ثانوية إلى جانب العقدة الرئيسية، كما ينبغي أن تبدأ المسرحية الموجهة للأطفال بالحكاية  وتنتهي بها لما تمثله الحكاية في عالم الطفل فضلا عن استثارة خيال الطفل وتشويقه والإفادة من سرعة استجابته  وانفعاله بالحدث مع التركيز على عنصر الحركة  والعناصر المرئية([32]).

من المفيد ان تستعين المسرحية المقدمة للطفل بعنصر الفكاهة أو الإضحاك إذا كانت الفكرة أو الموضوع يسمحان بذلك دون إقحام أو تكلف([33]).

من خلال عرضنا لهذه الخصائص نستنتج أن المسرح هو أنسب الأشكال الفنية للتواصل مع الطفل والتعبير عن عالمه الخاص  وأن الكتابة المسرحية للطفل تختلف بعضا لاختلاف عن الكتابة للكبار، فعلى من يكتب المسرحية الموجهة للطفل الالتزام بهذه الخصائص لنجاح المسرحية. 


للحصول على الملف بشكل وورد يرجى تحميل الملف من موقع ميديا فاير 




([1])  ابن منظور ، لسان العرب، مادة ج. م. ل ،مجلد 11 ، ص 126.

([2])  المرجع نفسه،  ص 126.

([3]) عز الدين اسماعيل، الأسس الجمالية في النقد العربي، دار الفكر العربي، دار الفكر العربي، القاهرة، ط3، 1992م،ص68.

([4]) عبد المجيد شكير: الجماليات بحث في المفهوم ومقاربة للمظهرات والتصوارت، دار الطليعة الجديدة، دمشق، ط1،  2004 م، ص11 ـ

([5])   محمد بيتر، التشويق في أدب الأطفال– مسرح الطفل في الجزائر نموذجا، مذكرة ماجستير، إشراف: سليمان عشراتي ،جامعة ألسانيا، وهران، 2005- 2006، ص 108 .

([6])محمد بيتر,  المصدر نفسة .

([7])  جمال الدين أبي الفضل محمد بن مكرم ابن منظور الأنصاري، لسان العرب، ج2، دار الصادر ، بيروت/لبنان، ط1،2003، ص563.

([8])  إبراهيم مصطفى، أحمد حسن الزيات، محمد علي النجار، حامد عبد القادر ، المعجم الوسيط، الجزء1، دار الدعوة ،جمهورية مصر العربية، ط2، 1980، ص 426.

([9])  ماري إلياس حنان قصاب حسن، المعجم المس رحي مفاهيم ومصطلحات المسرح  وفنون العرض، مكتبة لبنان/ بيروت ،ط1، 1977، ص 41.

([10]) زينب محمد عبد المنعم، مسرح ود ارما الطفل، عالم الكتب، القاهرة، ط1، 2007، ص 15.

([11])   حسن مرعي، المسرح المدرسي، دار ومكتبة الهلال، بيروت، ط1، 1993، ص 15.

([12])  طارق جمال الدين عطية ومحمد السيد حلاوة، مدخل إلى مسرح الطفل، مؤسسة حورس الدولية، الإسكندرية ،2004، ص 10.

([13]) عزة خليل عبد الفتاح و فاطمة عبد الرؤوف هاشم، مسرح  ود ارما الطفل ما قبل المدرسة، دار الفكر العربي، القاهرة ،

2008، ص 9.

([14]) المرجع نفسه، ص9.

 

([15]) طارق جمال الدين عطية ومحمد السيد حلاوة، مدخل إلى مسرح الطفل، ص 10.

([16]) محمد مبارك الصوري، مسرح الطفل و دوره في تكوين القيم و الاتجاهات، كلية الآداب، لكويت  ، 1998،  ص 20.

([17]) عزة خليل عبد الفتاح و فاطمة عبد الرؤوف هاشم ، مسرح ود ارما الطفل ما قبل المدرسة،  ص9.

([18])  طارق جمال الدين عطية ومحمد السيد حلاوة، المرجع نفسه ، ص 11.

([19]) المرجع نفسه، ص11.

([20])  علوش عبد الرحمان، المسرح التعليمي في د ارما الطفل–مسرحية هاري وفاري  والألوان لعبد القادر بالكروي أنموذجا- مذكرة ماجستير، إشراف عيسى أرس الماء، كلية الآداب اللغات والفنون، جامعة وهران، الجزائر ،2013-2014، ص15

([21]) محمد عبد الهادي وكعب حاتم، مس رح الطفل في الجزائر بين الراهن والمأمول، مجلة المخبر، أبحاث في اللغة والأدب الجزائري، جامعة بسكرة، العدد الخامس، مارس 2009، ص 4.

([22]) محمد عبد الهادي ,المرجع السابق، ص5.

([23]) علوش عبد الرحمان، المرجع نفسة، ص 21.

([24])  عزة خليل عبد الفتاح وفاطمة عبد الرؤوف هاشم، مسرح  ودارما الطفل ما قبل المدرسة، ص 24.

([25]) المرجع السابق، ص 24.

([26]) سمر أتاسي، مسرح العرائس، أنواعه، وسائله وتطبيقاته مع نماذج مسرحية، دار الهدى، عين مليلة الجزائر ,

1997، ص 5.

([27])  اربحي بن علية  ولخضر منصوري، مسرح الطفل في الجزائر هل هو وسيلة تربوية أم هو تسلية وترفيه، مجلة تاريخ العلوم، جامعة وهران/الجزائر، العدد السابع، مارس 2017، ص 6.

([28])   المرجع السابق، ص 6.

([29]) لينا نبيل أبو مغلي  ومصطفى قسيم هيلات، الدارما والمسرح في التعليم -النظرية والتطبيق- دار الراية للنشر، عمان، ط1،  2008، ص 90.

([30])  لينا نبيل أبو مغلي و مصطفى قسيم هيلات ، الد ارما و المسرح في التعليم ، ص 90.

([31])  فوزي عيسى ، أدب الأطفال ، مرجع سابق ، ص 105.

([33])  المرجع نفسه ، ص 99


تعليقات

عدد التعليقات : 0